جدّد الفنان المصري محمد رمضان الجدل بعد انتشار صور ومقاطع فيديو جديدة له بصحبة فتاة إسرائيلية، ضمن حفل غنائي أحياه في اليونان، مساء الجمعة الماضي، وشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً، مع حرص كثر من الحضور على التقاط صور «السيلفي» مع الفنان المصري.
وانتشرت صور ومقاطع الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، ليتصدر بها «الترند»، حيث عكست اللقطات قيام رمضان باحتضان الفتاة من الظهر، في حين تظهر هي بملابس البحر. وكشف رواد مواقع التوصل الاجتماعي هوية الفتاة، فتبين أنها إسرائيلية تدعى ماريا زخاريا (مايا زكريا بالعربية)، وفقاً لحسابها على «تيك توك»، الذي نشرت عبره المقاطع. وهذا ما أدى إلى تعرض محمد رمضان لانتقادات لاذعة وجهها له رواد التواصل الاجتماعي، متهمين إياه بالسعي لإثارة الجدل، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي تثار الانتقادات حوله للسبب نفسه.
في المقابل، دافع متابعون عن رمضان بدعوى أنه «نجم شهير وله معجبات ومعجبون كثيرون، وأنه لن يستطيع منع أحدهم من التقاط الصور والفيديوهات معه، خصوصاً أثناء الحفلات الخارجية التي يصعب فيها معرفة جنسيات الحضور، وطالبوا بالتوقف عن مهاجمة رمضان وتصيد الأخطاء، خصوصاً أنه لم ينشر الفيديو أو الصور على حسابه».
وتزامن الكشف عن الصور مع حصول رمضان على تصريح الغناء من نقابة المهن الموسيقية لحفله في الساحل الشمالي بمصر يوم 12 أغسطس (آب) الحالي،
وأعادت صورة رمضان مع ماريا زخاريا للأذهان واقعة صورته مع المطرب الإسرائيلي عومير آدام، قبل ما يقرب من عامين، وهي الصورة التي نشرها وقتها الإعلامي الإماراتي حمد المزروعي، ويظهر فيها بصحبة محمد رمضان، وإلى جوارهما المطرب الإسرائيلي عومير آدام، والتقطت في مدينة دبي.
وعقب ذلك، نشرت الصفحة الرسمية الإسرائيلية «إسرائيل تتكلم بالعربية» عبر موقع «فيسبوك»، الصورة نفسها، وعلّقت فوقها «الفن دوماً يجمعنا… النجم المصري محمد رمضان مع المطرب الإسرائيلي عومير آدام في دبي».
كما أعاد أفيخاي أدرعي، المتحدث بلسان جيش الدفاع الإسرائيلي للإعلام العربي، نشر صورة رمضان وعومير آدام، عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»، وكتب معلّقاً «ما أجمل الفن والموسيقى والسلام! الفنان المصري القدير محمد رمضان مع الفنان الإسرائيلي عومير آدام في دبي»؛ وهو ما أثار الجدل حول الفنان، الذي خرج ليؤكد أنه «لم يكن يعرف الشخص الذي التقط صورة معه». لكن التصريح لم يمنع نقابة الممثلين المصريين من إصدار قرار رسمي في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 بوقف الفنان والتحقيق معه، وهو القرار الذي استمر لنحو شهرين.
كما امتد الأمر إلى ساحات القضاء المصري، بعد أن أقام محام مصري يدعى هاني جاد دعوى على رمضان أمام محكمة الأمور المستعجلة، يطالب فيها بشطبه من نقابة المهن التمثيلية بسبب ما وصفه بأنه «إساءة للشعب المصري». وهي القضية التي انتهت بتبرئة الفنان.
ويعلق الناقد المصري أحمد النجار على واقعة صور محمد رمضان مع الفتاة الإسرائيلية، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «محمد رمضان هو أكثر فنان مثير للجدل في الفترة الحالية، فهو يستطيع أن يخلق حالة من الجدل حوله، مُصدّراً دائماً الصورة بأن شهرته تتجاوز الحدود العربية؛ فهو يحرص على إقامة الحفلات خارج مصر وينشر صوره مع فنانين وأشخاص أجانب ويقدم ديوهات مع مطربين غير مصريين، وينجح في تصدير تلك الصورة، وبالتالي هو أكثر فنان مصري وعربي يجيد التعامل مع السوشيال ميديا والإعلام في الوقت الحالي».
ويلفت النجار إلى أنه «لا يوجد فنان مصري قام بشكل أو بآخر بتطبيع العلاقات مع إسرائيل وتم عقابه على هذا السلوك، فمنذ إصدار اتحاد النقابات الفنية قراراً يرفض التطبيع الفني مع إسرائيل في ثمانينات القرن الماضي، لم يعاقب على ذلك أي فنان؛ لذا أعتقد أن صور محمد رمضان الجديدة مع الفتاة الإسرائيلية هي مجرد زوبعة في فنجان، وسيمرّ الأمر مثلما حدث سابقاً عندما قام بالتصوير مع الفنان الإسرائيلي عومير آدام».
ويرى الناقد المصري، أن «محمد رمضان يستهلك موهبته بهذا الاستعراض الإعلامي وبهذه المواقف، رغم أنه أحد أكثر أبناء جيله موهبة، فهو نجح ممثلاً ومؤدياً لأغاني المهرجانات والراب، ورغم ذلك فهو لا يتوقف عن إثارة الجدل بمثل هذه الأمور».